Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ثقافية
19 septembre 2013

http://alkhabar.info/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A

http://alkhabar.info/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/57/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA+%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81+%D8%A8%D9%82%D9%8A%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84++%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7+%D9%88%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7/26847

شهادات واعتراف بقيمة الراحل أكاديميا وإنسانيا

ليلى بارع

 

نعى اتحاد كتاب المغرب الكاتب المفكر المغربي سالم يفوت في بلاغ عممه على وسائل الإعلام يوم الأحد، وجاء في كلمة الاتحاد في حق الراحل « تميز المفكر سالم يفوت بإسهاماته الفكرية الوازنة ومؤلفاته المعرفية والفلسفية القيمة، فضلا عن انخراطه في تطوير الدرس الفلسفي المغربي واهتمامه بتاريخ العلوم والإبستيمولوجيا… وقد أشرف على العديد من الأطاريح الجامعية، كما قام بترجمة بعض أعمال ميشال فوكو، وبتنسيق عدة ندوات فكرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وكان الراحل ينتصر لقيم الفلسفة والعقلانية في المجتمع المغربي وهو ما عكسه مجمل أعماله الفكرية والمسؤوليات التي اضطلع بها طوال مسيره العلمي والتربوي والجامعي».
وفي شهادة أكاديمية وإنسانية في حق الراحل، استقت الخبر شهادة اثنين من زملائه، هما الدكتوران عبد اللطيف فتح الدين ومحمد الشيخ، فقد اعتبر الدكتور عبد اللطيف فتح الدين، أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني ورئيس شعبة الفلسفة سابقا، في شهادة عنونها بـ»في رثاء الأستاذ سالم يفوت»، جاء فيها: «توالى الفقد على الفلسفة منذ بضع سنين. إذ فقدنا بعضا من خيرة من تشبع بحب الفلسفة وحب البلد أيضا. وعلى رأسهم الجابري وأركون ويفوت وغيرهم. وما ميز الموت بين الأجيال، فمات الأستاذ (الجابري) ومات تلميذه (يفوت) في بضع سنين.  فالموت كأس قد تتجرعه أجيال في مدى قصير. وبفقد الأستاذ يفوت فقدنا ممثلا لهذا التيار الفكري الذي دشنه الجابري، والذي سعى إلى الجمع بين الفكر الفلسفي الغربي ـ في جانب فلسفة العلوم ـ والفكر العربي الكلاسيكي ـ في جانب فلسفة الدين والسياسة. وهو تقليد جمع بين الإفادة من آليات التحليل الغربية المتطورة، والعودة إلى الحفر في الأصول الفكرية العربية الإسلامية حفرا رصينا».
ويضيف الدكتور عبد الليف فتح الدين في شهادته «بفقد الأستاذ يفوت نفقد ميزة تجلت في الجيل الوسيط بين جيل الرواد (الحبابي، الجابري، العروي، أومليل ...) وجيل الشباب اليوم، هو الجيل الأوسط (سبيلا، بنعبد العالي، المصباحي، كمال عبد اللطيف، سعيد بنسعيد ...) الذي اتسم بعصاميته الشديدة، وبالسير على نهج الجيل الأول، وبمواصلة التفكير الفلسفي مواصلة دؤوبة. ..وبفقد الأستاذ سالم يفوت، نكون أيضا قد فقدنا مترجما للفكر الفلسفي مقتدرا، يراوح المسير ـ غدوة ورواحا ـ بين العربية والفرنسية والإنجليزية، دونما أي إشكال أو إعضال، ولكن بإمكاناته الذاتية العصامية. وداعا الأستاذ يفوت: أفدتنا حيا، ولما أتممت مهمتك إلى حين حصولك على التقاعد، انسللت خلسة من بيننا، في غفلة منا، من غير ما جلبة، ومن غير ما ضوضاء. عشت صامتا، ومت صامتا، فطوبى للصامتين».
من جانبه قدم الدكتور محمد الشيخ، أستاذ الفلسفة السياسية وفلسفة الدين، بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء شهادة إنسانية لشخصية الراحل معددا مناقبه التي جعلته بعيدا عن الأضواء، مختارا للعزلة قيد حياته، يقول في كلمته:«فقدنا بموت الأستاذ سالم يفوت مناقب لطالما جسدها حيا ولم يسهب في الكلام فيها في ما كتب، فكانت كتابته عظة صامتة، وأول هذه المناقب عزة نفس وأنفة وشموخ لا يكاد يوجد له نظير. فلم يتهافت المرحوم لا على تعويض على سنوات اعتقاله، ولا تهافت على منابر صحافية يكتب فيها ما تيسر كيفما اتفق، لا ولا أغوته مشاركات في لجان وأعمال كان يعلم مسبقا عبثية جدواها. وثاني المناقب التي افتقدناها في الأستاذ سالم يفوت جديته الكبيرة، بحيث أجزم في هذا ولا أستثني أنه ما ضرب لك موعدا إلا بر به ولم يخلف، وكأنه كلما ضرب لك موعدا تقول له: ولا خلف، فيقول لك: ولا خلف. وكذلك يكون.
أما من حيث القيمة الفكرية و الأكاديمية للراحل فقد اعتبر محمد الشيخ في شهادته: «..وثالث المناقب إعطاؤه الموضوع الذي يهتم بالكتابة فيه ـ سواء كان في مضمار الإبستمولوجيا أم في مضمار الفكر لإسلامي، وهو التقليد الذي ورثه عن شيخه الجابري ـ حقه، بل وإيفاءه الحق بمضاعف. وهذا يبدو جليا من خلال ذلك الكم الهائل العجيب من المصادر والمراجع والأدوات الذي يستشهد به في كتبه، ورابع هذه المناقب، تحريه الدقة في ما ينقل، بحيث تشهد ترجماته ـ في الفكر الغربي (فوكو) وفي الإبستمولوجيا (توماس كوهن) ـ على رصانة شديدة، وعلى ضبط للسان العربي العصري ضبطا، وعلى تحققه من المعاني المنقولة تحققا. وكأنه كان يسعى إلى تحقيق شرائط مثال الترجمان الذي تحدث عنه الجاحظ: العلم باللسان والمعرفة المنقولة، والدراية باللسان والسياق المنقول عنهما».
من جهة أخرى نعت رابطة الكتاب الأردنيين المفكر المغربي الكبير، في بلاغ لها، مؤكدة فيه أن أعمال الراحل في حقل الفلسفة والترجمة ستظل حاضرة ومؤثرة في مجمل المشهد الثقافي المغربي والعربي.
واصفة الراحل بأنه «مفكر أغنى الفلسفة والمكتبة والفكر في المغرب والوطن العربي، معلياً من شأن العقل النقدي وثقافة التنوير والاختلاف».
كما أعلنت رابطة الكتاب الأردنيين في بلاغها، عزمها على تكريم الراحل بتخصيص ندوة فكرية حول أعماله ومساهماته.
للتذكير فسالم يفوت من مواليد 30 يونيو 1947 بمدينة الدار البيضاء، تابع دراسته العليا في الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وحصل على الإجازة سنة 1968، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1978، وعلى دكتوراه الدولة سنة 1985.
اشتغل المرحوم في بداية حياته التربوية أستاذا للفلسفة بثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء، قبل أن يلتحق عام 1978 بالتعليم الجامعي للتدريس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث ترأس شعبة الفلسفة لمدة اثنتي عشرة سنة.انضم الراحل سالم يفوت إلى اتحاد كتاب المغرب سنة  1977.

Publicité
Publicité
Commentaires
ثقافية
Publicité
Archives
Publicité